فاتح ماي

نداء فاتح ماي2019

تخلد الفيدرالية الديمقراطية للشغل فاتح ماي لسنة 2019  تحت شعار : “جميعا لصد الهجمة الحكومية على المرفق العمومي والمكتسبات الاجتماعية للشعب المغربي” والساحة الاجتماعية العربية والمغاربية تعاني من الأوضاع الكارثية التي خلفتها انعكاسات السياسات الليبرالية التي فرضت على الشعوب العربية من طرف المعسكر الغربي بقيادة الامبريالية الأمريكية، والرامية إلى الهيمنة اكثر على مقدرات الشعوب العربية. فاتسعت رقعة الحروب بشكل غير مسبوق، واتسعت رقعة الفقر، وتوسعت الفوارق الاجتماعية والطبقية والهشاشة واليأس والغضب بين المواطنين الضعفاء.

أمام هذه الأوضاع الكارثية تشهد العديد من البلدان العربية موجة عارمة من الغضب الشعبي ضد هذه الأوضاع المفروضة عليهم جراء اعتماد نموذج تنموي ليبرالي متطرف وظالم، متحيز للأثرياء والرأسماليين، وجراء سوء توزيع الثروة الوطنية والإجهاز على المكتسبات الاجتماعية لأوسع الفئات الشعبية.

وتعرف بلادنا منذ عدة سنوات موجات احتجاجية من طرف المأجورين والعديد من الفئات الشعبية احتجاجا على إمعان الحكومة الحالية والتي قبلها في الهجوم على الحقوق والمكتسبات الاجتماعية. إن الإضرابات التي خاضتها النقابات ضد المخطط الحكومي لضرب نظام التقاعد، واحتجاجات مواطني الحسيمة وجرادة وغيرهما على التهميش والإهمال، واحتجاجات الأساتذة المتدربين والأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد ورجال الصحة والجماعات الترابية، والاحتجاجات المتعددة والمتكررة للعديد من الجمعيات والفئات المتضررة من سياسة الحكومة كلها تشكل نواقيس إنذار على ما يتفاعل داخل أحشاء الفئات الشعبية من غضب واستنكار.

لقد أوصلت السياسة الحكومية المديونية المغربية في عشر سنوات إلى ما كانت عليه في بداية سنوات الثمانينات المشؤومة حيث تدخل صندوق النقد الدولى لفرض وصايته، هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه ثروة الأغنياء المغاربة بشكل رهيب وغير مقبول.

إن الحكومة الحالية حكومة في خدمة الأغنياء، فقد لبت كل مطالبهم، حيث تم إعفاؤهم من عدد من الضرائب،  الغرامات الناجمة عن التملص من أداء الضرائب، وكل ذلك بدعوى تشجيع “الاستثمار” ومحاربة البطالة. في حين لازالت تمانع في تحسين أوضاع المأجورين الذين تدهورت أوضاعهم بفعل غلاء عدد من المواد الاستهلاكية جراء الزيادة في سعر المحروقات.

إن الحكومة تنفذ سياسة ليبرالية متطرفة اقتصاديا ومحافظة اجتماعيا ورجعية سياسيا. فهي تزيد في إغناء الأغنياء وإضعاف الفقراء ، وتهاجم الحريات الديمقراطية بكل أنواعها (الإضرابات والمسيرات السلمية والاعتصامات).

أمام هذا الوضع تغدو الوحدة النضالية ضرورة تفرضها المرحلة، وتصبح شرطا ضروريا لإنجاح نضالات المأجورين والفئات الشعبية ضد السياسة اللاشعبية التي تهدد توازن البلاد واستقرارها وتمعن في الهجوم على الفئات الدنيا والمتوسطة، و من اجل :

·        حماية الحقوق النقابية والديمقراطية بما في ذلك حق الإضراب وحق الاحتجاج السلمي.

·        تحسين الأوضاع المعيشية لكافة المأجورين وذلك بإقرار نموذج تنموي يوزع الثروة بين المغاربة بشكل عادل ويضمن عيشا كريما لكل المغاربة

·        حماية المرفق العمومي وعلى رأسه المدرسة والصحة العموميتين، وكذا المكتسبات الاجتماعية للمأجورين

·        إقرار سياسة تشغيلية حقيقية تعطي للشباب المغربي أملا حقيقيا في الاندماج الاجتماعي

لهذه الأسباب تخلد الفيدرالية الديمقراطية للشغل فاتح ماي هذه السنة تحت شعار: “جميعا لصد الهجمة الحكومية على المرفق العمومي والمكتسبات الاجتماعية للشعب المغربي”.

إن ترجيح المصلحة العامة المشتركة للمأجورين والفئات المسحوقة داخل المشهد النقابي الوطني والتعالي عن الحسابات الضيقة هو الكفيل بتقوية الجبهة الاجتماعية في مواجهة التحديات المستقبلية .

المكتب المركزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *